15 جويلية 2023
وبعد نتيجة "سكانار" تبين أن نسبة الاستجابة 63 % بعد 4 حصص من العلاج الكيميائي، الحقيقة أمر بأيام صعبة .... لا أدري عدد الحصص المتبقية وبنفس الوقت لا أريد الإنقطاع عن العمل .... لا أريد أن يصبح ذلك الجسد الذي أفنيت سنوات في بنائه ونحته هزيلا
بعد 4 حصص لم بتراجع وزني كثيرا ولم يلاحظ أحد أني مريض بذاك الخبيث الغادر حتى أني إن أخبرت العالم اليوم أو غدا عن مرضي لا أظن أن أقرب الناس سيصدق،
أمارس حياتي اليومية بشكل عادي ولكن هذا الكيميائي عجيب بأمره يحتاج قوة وأمل فهو لا يميز بين الخلايا السليمة والخبيثة سأعمل بعد إنتصاري المؤكد بإذن الله من جعل هذا البناء جديد من كل النواحي سأغير كثيرا من الأمور والتفاصيل وسأكون بخلايا جديدة وربما محيط مختلف على كل المستويات فلن يقتصر التغيير على الداخل رغم رضائي التام عن ذاتي ...
هاجس وحيد يشغلني، يؤرقني لا أريد التوقف عن عملي وحياتي اليومية لا أريد أن امكث لراحة ستقتلني أكثر من السرطان ربما، سأعتني بجسدي وبنظامي الغذائي وسأحاول العودة للتمارين وقاعة الرياضة فطالما اطلقت عليها جنة الأرض، وأنا المتدرب المهوس بالرياضة منذ طفولتي، سأنتصر رغم هذه الأيام الصعبة،
عندما تكون السند لمن حولك لن تقبل أن تصبح المريض المحتاج للمواساة، أقسم أني لا أقبل مواساة ولا كلمات لطيفة بهذه الأيام حتى أني أصبحت قاسيا مع عائلتي لبعض حين وهو أمر خارج عن إرادتي فعند كل كلمة تشعرني أني مريض أنتفض كوحش لا يشبهني ...، أنا شخص يقابل الوجع بالتمرد والغضب لا بالضعف والإستسلام...
تعودت أن أكون مصدر القوة لنفسي وعائلتي ومحيطي وسأظل حتى بأيام كهذه يكاد بعضهم أن ينسى أني مصاب بالسرطان وأحبرت كل من له دراية على النسيان أو التظاهر به وهذا ما أعمل عليه بكل قوتي، أقسم أني بأيامي هذه أحاول أن أبعث الفرحة والأمل في قلوب من حولي وسأظل لآخر رمق ونفس لي هنا بين هؤلاء البشر...........
عمر دربال
التسميات
مذكرات