جحيم الجنة

 لا شيء ثابت بهذا العالم؟ كل عنصر قابل للتحول و التشكل من جديد و هذا ما ينطبق على النفس البشرية تحديداً ، طبقا لتغير الظروف وعوامل أخرى كالزمان والمكان، قد تتحول الطيبة الزائدة إلى قسوة لا مبرر لها غير إنقاذ صاحبها وسط محيط لا يمكن تشبيهه بغير الغابة الممتلئة بالضحايا والكائنات المفترسة والأحكام المسبقة ليحكم على احدهم بالجنون ربما لامتلاكه قدرا معينا من العفوية أو بالضعف لإظهاره نوعا من الحنان، نعم هنا بأرجاء هذه الأرض تصدر الأحكام طبقا للمظاهر ليصنف احدهم بالعاقل و الآخر بأحمق دون أدنى حوار أو نقاش فالمظاهر كافية .......، و العكس بالعكس فيمكن للصلابة و الخشونة أن تنقلب الى لين في التعامل جراء صدمة أو مشكلة أو خسارة أو حتى شعور غريب بالذنب.... أما الهدف من كل هذه التغيرات  فمشترك بين هذا وذاك ألا وهو الفوز بالنفس و الشعور بالراحة رغم أني اصنف الأخير بالأمر المستحيل على الكائن و ما معنى الحياة دون خوض معارك و تفكير و إبحار مستمر بكل ما يتبادر على الذهن من أسئلة.

أيها الجبل الشامخ، سيتحقق الهدف المنشود دون أدنى شك وستشحن العزائم طبقا لمنسوب العلم، على النفس البشرية أن تخوض معارك داخلية  ومراجعات للفوز بالضمير الإنساني بعض اللهو لأيام متتالية قد يحيل جنود العلم بل ثكنة المعرفة المتمركزة بعقل الإنسان إلى التقاعد  مما يفتح أبواب عملها الأساسي لتجذب أنظار العاقل الى التفاهة رويدا رويدا وبعدها إلى الجنون إن لم يستفق صاحب القرار فإن جد الأمر الأخير سيصبح الضحية إمعة كما سيقتنع بمكانه الجديد لشعوره بالإرتياح ووجوده بصلب أغلبية تشبهه فمن البديهي إحساسه بالسكينة لأن  كل آثار الخسارة تفقد ثقلها وسط المجموعة وغالبا ما يتغير مزاج الخاسر الحزين المنهار عند ملاقاته خاسرا مثله لتنقلب الدمعة إبتسامة ما ينبئ  بإخراج مصدر الإرهاق الأول ألا وهو العقل من وسط حقول البحث والتفكير ليتم إلغاء دوره ولكن صاحب هذا القرار لا يمتلك رؤية بعيدة المدى فعاقبة فعل كهذا وخيمة جدا فالصدأ سيأكل محركات العقل ليستحيل صيانته مجددا ومن المضحك والمحال بالآن ذاته إقتناء آخر وتركيبه، عملية جراحية وتركيب عقل؟ الموت مصير محتم، وهل يجوز قتل الميت مرة ثانية؟،  وأين تباع العقول؟ مفقودة هي حتى عند بعض أصحابها، فاقد الشيء لا يعطيه والغريب في الأمر أن الصنف المتحدث عنه يرى أن الحياة المتداولة مدعاة للفخر واللهو وأن كل شخص باحث مفكر دوره التهويل وهدفه يتلخص في شتم كل سهل بسيط، كيف لا؟ ونحن بزمن جعل الإنسان المؤدب محل سخرية والمتألق بالدرس منبوذ من زملائه، أعترف أحيانا أن اللهو والعبث وتصديق كل شيء أمور تشعر النفس بالراحة وترمي به بدائرة  الأمان خروجا من مأساة الشكوك، ورغم كل هذا أؤمن أن الإحتفال الأول يجب أن يتبلور يوم إطلاق رصاص العلم والمعرفة أو رصاص السلام  بالأذهان.


عمر_دربال

صورة من حفل توقيع الكتاب

جحيم_الجنة

1 تعليقات

أحدث أقدم

نموذج الاتصال