12 جويلية 2023
بعد أيام من الحصة الرابعة وقد نال الكيميائي من خلايا جسدي، بعثر العلاج كل الأروقة الداخلية لكنه لم يقدر بعد على كل خارجي بجسدي، حتى ملاحظات الأصدقاء عن تراجع جسدي وفقدان بعض العضلات وذلك الغياب الغير إعتيادي والمطول وقد ناهز 4 أشهر عن قاعة الرياضة وجدت له عذر العمل وكثرة المسؤوليات وليس عذرا بقدر ماهو حقيقة، أعمل بكل جهد رغم بعض الأوجاع، أجالس الرفاق وأعيش بوضع الشموخ مادمت أقف على جروحي وأوجاعي بكل ثبات، أعيد وأكرر هذا ليس تمثيلا بل قوة داخلية هي منتوج داخلي خام وعصارة أيام كسرتها ولم تكسرني، قوة ذهنية قامت بإلغاء تلك العواطف السخيفة والخوف المفرط مفادها أن يوما من البكاء والعويل يساوي يوما من الموت المؤجل وحسابيا وعلميا لن يغير الندم أو البكاء أو الحزن من الماضي شيء بقدر ما يحطم المستقبل، الوجع والحزن نسبي وان كان لا بد من البكاء فليكن لبعض دقائق لإفراغ بعض المشاعر من خزان العقلانية، بسن 30 تقريباً فخور أنا بنفسي لأبعد الحدود، فخور كمن يعانق السماء، أشعر بأني حققت نجاحات هامة بخروجي سالما وبكل نجاح من كل مهمة وضعت على عاتقي إن كانت اختيارية أو عن طريق إلزامية الأيام والظروف، أقسم اني واصلت العمل لساعات بعد سماع نتيجة التحاليل، وان كان سرطان فهل سأسقط؟ سأتنازل بعد هذا النجاح؟ أذهب للمنزل وأبكي؟ أستسلم؟ هذا هو الموت بالنسبة لي... لا أظن أن الحياة ستظلمني بعد تحديات السنوات الماضية وما أمر به اليوم، نجاح عملي وثمار تعبي التي كانت حصنا منيعا امام ظلمات الحياة كلي يقين أني سأنتصر وأن هدايا الكون بإنتظاري بعد سنة ماضية اوجعتني اكثر ربما من هذا السرطان وقد إكتشفت تباعا أن ما يصيب عائلتي يؤرقني أضعاف ما يصيبني وقد كتبت بعض الكلمات قبل دقائق من أخذ عينة من نخاع العظم يوم 10 افريل 2023:
"كشخص مقاوم مصمم على النصر كعادته نجا من الموت بأعجوبة بعد خروجه سالما من منزله المحاصر بجنود المتاعب ورصاص مكائد الحياة ليجد نفسه بأرض مليئة بأزهار الأمل وثمار العمل تقديرا لصموده ونجاحاته المتتالية وما إن تقدم لقطف ثمرة سقطت أخرى بمكان قريب معلنة إنفجار لغم ليكتشف أنه بأرض ألغام... لا تفزعوا سينجو كعادته ..."
سأواصل بهذا الصمت والشموخ بعيدا عن الشفقة المعلنة أو المخفية وهذا سبب عدم إعلاني عن مرضي فلا أستحي من قضاء الله بل تتعبني النظرات وكلمات الشفقة فأنا أحتاج تقديرا لا شفقة على هذه المقاومة خاصة من كل شخص عاش معي أيام سابقة ورأى مني ذلك البأس والقوة والأنفة والشكيمة، أحتاج لمن يفخر بي لا من يتعاطف معي
هذا أنا...