16 أكتوبر 2023
اما الآن وقد أنعم علي الله بالشفاء..قررت مشاركة قصتي
معكم وقد أخفيتها لشهوروقد كنت بينكم وأنا مصاب حتى على من يجالسني نفس الطاولة وحتى على بعض أقاربي، حتى أن من علم بمرضي وقد تعاملت معه او جالسته أندهش من الخبر فلم يشك بذلك أبدا.. لم أخفي قصتي خجلا بل من يعرف شخصيتي يعلم أني لا أقبل نظرات الشفقة حتى من أحبتي بل كنت بحاجة لمن يفخر بصمودي وقوتي وطريقة تعاملي مع المرض وهو ما إلتمسته بتصرفات عائلتي المقربة وبعض أصدقائي الذين أخبرتهم ولم يتجاوز عددهم 6تقريبا وحبيبتي ورفيقتي التي لم تفارقني يوما ولا ثانية ولا دقيقة خاصة بساعات العلاج الكيميائي، وجدت عائلة محبة قوية تفهمت تفرد شخصيتي وكنت أرفض أن تعاملني امي أو تذكرني بالمرض فلا يحق لها ذلك إلا أيام الكيميائي لا أكثر وجدت الدعم من أختي العزيزة أم الغالية، قسوت لبعض حين على أحبتي فأنا اواجه الوجع بالتمرد والغضب لبعض حين وهذه حقيقة وارجو أن يسامحوني على ذلك.....كنت أعمل بنسق عادي بل طورت عملي لأحقق نجاحا مضاعفا جازفت ونجحت بفضل الله والحمد لله ولم أنقطع عن حياتي اليومية بل عشتها بتفاصيلها ولم يتغير شيء رغم نصائح الأحبة بالإبتعاد والركون للراحة نصائح كان يكسوها الحب والخوف على صحتي ولكنهم لا يعلمون انه لا حياة لي دون طموح ومغامرات، وماذا تساوي حياة عمر دون عمل وأمل وطموح ومسؤوليات؟ أقسم انه لا حياة لي دون ذلك، نعم إنتصرت ولكن لم ولن يفهم أحد صعوبة ما مررت به وهذا ما جعلني اتردد قبل أن أشارك الناس والأحبة قصتي بعد هذا النصر؟ لا أنكر أني عجزت لبعض ساعات على النهوض والوقوف لكني تغلبت على وجعي،لا أنكر أني صرخت قهرا لجسد كان يحمل عشرات الكيلوغرامات بقاعة الرياضة لم يقدر على الوقوف خاصة ليومي 24 جويلية و15 أوت لأعود وأنهض باليوم الموالي وتستمر الحياة وأخرج للعالم بكل شموخ، تقيأت بطريق العمل ومرحاض المقهى وأتذكر كل مكان وقفت به لأسترجع أنفاسي وأواصل الطريق لن أنسى أي ثانية وأقر أن نشوة الفخر تعمر تسكن عقلي، أيقنت أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ويبتلي عبده ليطهر قلبه ويغير من نظرته للحياة وأن تضخيم بعض الأمور خطأ وبعض التفاصيل التافهة مهمة، لم أندم على كل دقيقة اعتنيت بها بجسدي ومارست بها الرياضة لذلك كان السبب الرئيسي لصمود جسدي الى أن انتصرت يوم 8 سبتمبر... تساءلت بنفسي, من سيفهم ويقدر ما عشته من مشاعر؟ وأنا القائل دائما لن يشعر أي شخص بوجع الآخر مهما كانت قرابته وحبه له ولكن سبب مشاركتي الرئيسي هو زرع الأمل بقلوب المرضى بهذا المرض اللعين رغم إختلاف الحالات والأنواع والمراحل لأجل كل مرضى السرطان كتبت وشاركت قصتي اياكم عسى أن أكون سببا في مقاومة ولو شخص واحد منكم... فأنا أعلم أن أول ما يفعله الإنسان المصاب بالسرطان هو البحث بمنصات التواصل عن قصة نجاح تلهمه وهو ما فعلته .. أريد أن أقول لكم قاوموا بعقولكم فتغلب الإنسان على مشاعره السلبية هو الإنتصار الحقيقي الساحق أعلم صعوبة الأمر وأن الكلام سهل بعد النصر وان كلمة سرطان وحدها كافية لزعزعة الأروقة ولكن إذا رسمت لنفسك صورة مثالية على لوح من الكرامة مزخرفة بعزة النفس داخل إطار مزركش بالشموخ، إن حصلت على صورة كهذه بمخيلتك سيؤلمك سقوطها وستجاهد نفسك للمحافظة عليها مادمت تتنفس وستتغلب على تلك الأفكار السلبية المحبطة ولن يخيفك الموت فالموت المقترن بالمقاومة هو بالأساس حياة أبدية وذكرى طيبة بقلوب الأصدقاء والأقارب ....
عمر_دربال