من كتاب أدغال الحضارة للكاتب عمر دربال
يا سيدي ما رأيك بهذا المشهد؟ أشعر وكأني أقف بكامل وزني على الكفة اليمنى لميزان لأنزل بيدي وكل ثقلي على الكفة الأخرى إنها المنافسة بين واقع قدماي ورغبة يداي بالتغيير، خلق التوازن يصنف بالمعضلة الأولى للكائن البشري، التأرجح بين الحلم والواقع ، بين رغبة الحياة بمنطق يحكمه العدل وواقع مليء بالقهر، إن ضغطت بكل قوة تمتلكها يداي على الأرجح سأسقط على وجهي، أهكذا يستقبل الإنسان بمربع الصدق والعدالة ؟ لتجيبني الكفة:" لست بالملاك التقي " وإن عدت لوضعيتي الأولى إبتسمت إبرة الميزان مطرقة:"هاهو موضعك الرئيسي، فلا تحاول التملص من هذه الأرض الجامعة لكل الأطياف ولا تخف يا بني ، لا ملاك هنا ، كلهم مذنبون مع فوارق الدرجات، كلهم مخطئون فعد لرشدك واتركني وشأني لتعتدل الكفتين فقد أزعجتني وقد جعلتني أرقص يمينا شمالا، مارس جنونك بأرجاء الأرض وليعود الميزان لحاله الأول أو أنه لن يعود وقد دنسته أنانية البشرية الباحثة عن العدالة، ابحث عنها بعيدا أيها الإنسان وقد حجز الطمع نصف صفاتك ، لم أحتمل غلظتك فكيف لك أن تطلب من البشر تقبل بعضهم؟ وعن أي رأفة ومساواة تتحدث ؟ إنها وان وجدت ففي بعض الزوايا الإستثنائية بأدغال الكون وأخيرا أرجوك أن لا تعيد صنيعك...."
