اسبوع بالمصحة بدأ يوم 23 أغسطس بعد آخر حصة كيميائي مبرمجة يوم 21 أغسطس في انتظار القيام بصورة إشعاعية أو سكانار لمعرفة النتائج ... و بعد مقاومة دامت 6 أشهر تقريبا من الكفاح والثبات وعدم البوح بمرضي إلى أن تهاوى شعري ولحيتي وحلقتهم يوم 6 أغسطس كما ذكرت ببقية مذكراتي إنتفض جسدي معلنا حالة طوارء، يوم 23 أغسطس2023 كنت بمقر العمل كل من يتحدث معي كان يتساءل "هل أنت بخير يا عمر؟" كنت أجيب بردة فعل خشنة يكسوها التمرد والشموخ تجعل من تساءل يقول الحمد لله ويصمت بعدها "أنا بخير هاأنا بينكم كعادتي.." هو التمرد على الوجع أو ثبات الذات .... ذهبت للمقهى وبعدها للمنزل ولازال كل من يلمحني يسأل نفس السؤال ... خلدت للنوم لأنهض والبرد يأكل اطرافي ورأسي يكاد ينفجر تفاجأت بأن حرارة جسدي تجاوزت 40° ذهبت للمستشفى ومعي أمي وأبي وأختي كنت أقاوم رافضا التصديق أن جسدي بحالة إنهيار تام فلطالما أقنعت نفسي أني بخير وسأشفى وأنتفض وأنتصر ... بعد المعاينة والتحاليل اكتشفت أني مصاب بجرثومة تسببت لي بحالة إسهال تواصل ليومين ربما لفقدان المناعة مع بعض الإستهتار والتقصير مني .... كانت حالتي صعبة لم أفهم ذلك إلا حين تدفقت المضادات الحيوية بكمية كبيرة بعروق جسدي ... تطلبت حالتي عدد2 أكياس دم طلبت متبرعا للدم فوجدت اكثر من 4 في غضون ساعة أو أقل رغم أن بعضهم لم يكن يعلم بحقيقة مرضي ... قاومت وكنت أنهض بصعوبة وبجسد منهك إلا أن عقلي رفض تلك الحالة فأنا الرياضي وبإذن الله ستكون هذه آخر جرعة كيميائي وان لم أنتصر وكانت هذه النهاية فعلي الموت واقفا شامخا بعيدا عن الأنظار كنت أحاول التجول بالغرفة رغم الأكياس المعلقة لاحظت أني فقدت الكثير من الوزن ليومين فقط ربما لم أفقده أيام العلاج لستة أشهر ، لم أستطع الأكل رغم محاولة أمي وأختي ورفيقتي لما فعله الدواء وكمية المضاد الحيوي الملازم لوريدي 24 ساعة بمعدتي .... أعلمت أمي أني أرفض الزيارة رغم حب الأهل والأصدقاء لي لأني كنت سأتوجع من نظرات أحبتي لي رغم أن الحب يكسوها ولكن الشفقة لا بد منها وهو ما سيزيد من وجعي أكثر من المرض ....تحسنت حالتي بعد أسبوع وغادرت المصحة لاقوم بسكانار على أمل أن تتحسن صحتي وتنتهي مرحلة العلاج الكيميائي... فالحصص الأخيرة كانت حربا ضروس بين وبين هذا الدواء اللعين كنت أتقيأ لساعات متتالية واقاوم قدر الإمكان رافضا الخضوع متشبثا في النصر، أغادر المنزل أذهب للعمل رغم أن جسدي كان يلعن صمودي بكل خطوة وساعة ودقيقة .... ليأتي يوم 8 سبتمبر بنبأ النصر والحمد لله لأعيد سكانار يوم 14 نوفمبر2023 ويتأكد النصر(rémission complète) ... قالت رفيقتي بهذه الأيام وبعد أن نشرت كتابي الذي كتبته من 2021 وأخرت نشره لظروف كثيرة وبعد قبول مدونتي ونجاحي بأمور أخرى أنها لازلت تذكر كلماتي وأنا بالمصحة وبتلك الحالة فهي لن تنسى ما قلته لها وكانت تتوجه بالدعاء لرب العالمين ليكون كلامي صحيحا حيث قلت وبكل ثقة "أنا متأكد أن الله سيعوضني خيرا بعد هذا الصمود والمقاومة وبعد هذا السعي في عدم الإستسلام والرضوخ واليقين التام وحسن الظن برب العباد" وها أنا أجني بعض الثمار .
أريد أن أقول لكل مصاب سرطان وخاصة الغدد اللمفاوية قاوموا وأقسم لكم أني أيام العلاج أكاد انسى اني مريض بالسرطان لولا أيام الكيميائي لأني أمارس حياتي قدر المستطاع بشكل عادي ...
عمر دربال