رغبة الروح وقوة العقل

 مقال كتب بتاريخ 15 ديسمبر 2022


قد يقسو الإنسان على نفسه يوما بعد يوم، كل الحروب الداخلية عويصة قاسية ليظهر الشخص بمظهر الأنيق الشامخ للأبد بينما تحتدم المعارك داخله، يحارب وحيدا فلا قريب يفهم ولا عزيز يشد على كتف وكيف لهم أن يعلموا حجم المعاناة الداخلية؟ عكس من اختار مشاركة العالم بقصصه ..كنت ولازلت أضحك بكل لحظة يشعر بها أحدهم أنه يفهم الآخر ويتحدث على لسانه، يال وقاحة البشر!!، لا يمكن لأي إنسان أن يشعر بمشاعر الآخر ولا أن يضع نفسه مكانه فتلك الكذبة الكبرى لكل شخص حربه الخاصة لذلك يظهر الندم على ملامح من قرر  مشاركة الناس أحزانه  فلا تنتظر مساعدة من أي شخص قريب كان أو بعيد لذلك لا تشتكي فمن يحبك حقا سيحتضنك فحسب  دون أن يناقشك محاولا مساعدتك دون الإدعاء بأنه يشعر بما تشعر،يعانقك لا أكثر  تشعر وإن أراد الهروب من الحوار سيقول لك عليك نسيان ما مررت به، فالحوار سيكون عقيم لا محالة وكم يحتاج الشخص لمن يفهمه بهذا الزمان يكفي أن تشعر بأن من يحاورك فهم ما يدور برأسك وهو ما أصنفه بالأمر المستحيل رغم الهوة اللامحدودة بين الفهم والإحساس  هنا لا عليك لا تفسر وتقهر نفسك فحتى الكلمات ستعجز فشتان بين ما حدث من فعل واضح للعيان وما تراكم من مشاعر قاتلة ومخيفة ومخفية عن النظر لتكمن المصيبة في التراكمات وتأثيرها وان تواصل الأمر يمكن تصنيف المعادلة بالموت البطيء، محيط لا يحتوي وتراكمات وتحديات شخصية لذلك يا صديقي انصحك بالمغادرة، غادر المكان فحسب .. فبعض الجلسات والحوارات  تحتاج أدوية لا مكان لها بعالمنا وقد يقدر الطب على معالجة أمراض مخيفة  ليفشل في معاينة بعض العقول ... فهل شعر أحدهم بما شعرت ليلخص الأمور بكلمة ويأمرك بالنسيان؟ بالتأكيد لا، عش شامخا مناضلا بينك وبين نفسك لا تسكت عن حقك قاوم وإن اتهمت بالعصبية لا عليك فهي نتاج واضح لكل حوار عقيم مع شخص لم يستوعب ما يدور بصدرك ولم يسمع صرخة الروح المتكررة داخلك، على الإنسان أن يحاول لملمة شتاته ومعالجة إنقسامه الغريب فإن نجح في خلق الإنسجام  بين رغبة الروح وقوة العقل. سيجد نفسه بعيدا عن كل ما يعكر صفو فؤاده متعاليا عن كل حوار يؤرق عقله يحسبه كل من يجهله متكبرا من التعفف....

عمر دربال 




إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال