ترددت كثيرا قبل أن أشارككم هذه المذكرات وهي من أول المذكرات التي كتبتها بعد إصابتي بسرطان الغدد اللمفاوية، كتبتها وأنا بمشاعر ممتزجة تتراوح بين القوة والإختناق بين الأمل واليأس المنبثق من الدائرة الموسعة الممثلة لأغلبية شعارها الشكوى لا الأمل شعارها الكلام لا العمل ....
31 ماي 2023.
أريد أن أصرخ بأعلى صوت، أنا مريض بالسرطان نعم أنا مصاب بهذا الخبيث اللعين ولكني شخص متماسك ككتلة صلبة لو أجتمع كل أهل العلم لن يقدروا على تفكيكها ثابت كالجبل ولو نزلت عليه كل أنواع القنابل النووية والذرية لن ينهار، لازلت أحارب العالم بشموخي وعزة نفسي الرافضة أن يعلم أي كان حقيقة مرضي، هل تصدقون أني ذهبت للمقهى بعد ساعة من أول حصة كيميائي، نعم تقيأت بمرحاض المقهى بين شوطي مباراة الدربي الإيطالي يومها لنصف نهائي أبطال أروبا ولم يلاحظ رفاقي تعبي نظرا لتفوق عزيمتي ونظرتي الحادة على أوجاع صدري .. بعضهم يجالسني فيحدثني عن بعض متاعبه التافهة نظرا لتعوده بالسهول المنبسطة وبكائه عند أول هضبة حادة أقسم أن إرتفاعها لا يتجاوز حدود السخرية، سخرية القدر وسخرية روحي التي لا تزال تخاطبني ما عساك تفعل يا عمر؟ تعمل بجد تلعب الورق تكتب وتطالع وتجلس وتناقش وكأن شيئا لم يحدث؟ ألم تدفع ثمن صمودك عزيمتك وشموخك المفرط وعزة نفسك المعانقة للسماء؟ تكلم يا رجل أفرغ ما بجعبتك أصرخ وقل لهم ما تعاني ليغلق كل إنس فمه لسرده مشاكله التافهة .... لأجيب لن أتكلم سأواصل ولن أعترف إلى أن أتمم جرعتي الرابعة على الأقل سأواصل بكل ثبات فهؤلاء البشر لهم نظرة باطنية مقرفة لن يقدروا صمودي ولا قوتي ولن يتحدثوا عن قدرتي وتفوقي وتوفيقي بين عملي ومرضي وعلاجي وقلمي بل سيتحدثون عن المسكين المريض، تبا لهم جميعا بل تبا لشخصيتي الرافضة أن تظهر بموضع ضعف بل شكرا لها ولنفسي ولروحي على ذلك الصمود بالسنوات الأخيرة، على عدم الإستسلام وعلى النجاحات المستمرة والمسؤوليات الضخمة كم أنا كبير بعين نفسي وان كان هذا غرورا فهنيئا لي بثقة وغرور حاربت به العالم فلتكتشفوا كل تغريدة قمت بها بعد 12 مارس يوم إكتشاف المرض على فايسبوك وإنستغرام ..... والله ما زادني هذا المرض اللعين إلا قوة وحلما لأحصل على ما أريد وصلابة جعلت العالم بعيني عائلتي ثم عائلتي ثم عائلتي "التي سأضل لها سندا ولو كنت على حافة الهاوية "ثم أنا...........
عمر دربال