ما دمت سعيداً بما تفعل، مقتنعا بما تعمل، تقدم لا تخف فإن الخوف قاتل لكل جميل، تذكر أن الحياة الدنيا أرض فناء فلا تيأس وكن شامخا ما حييت ...واني لازلت أترجل بثبات الثقة لا الغرور وبتصميم المحاولة لا العزوف وقوة المواجهة لا الهروب وان وجدت نفسي بطريق الموت سأكمل ولن أتراجع على هدف عزمت تحقيقه وما فائدة الخوف من أمر محتم مثبت بلوح قوانين الدنيا، ان العجز الحقيقي هو عجز العقول عن التفكير وعن تقبل الآخر والتهرب من مجابهة التجارب....
كلما زادت صعوبة الحرب تضاعفت لذة الإنتصار، المصمم والمتشبث بالأمل من لا يحيد عن العمل والطموح لا ينهزم وبكل الحالات منتصر .. اقسم أني لم أفكر في الاستسلام ولن أفكر هذا ما كنت أردده قولا وأكرسه على أرض الواقع، لم أشعر برغبة الانسحاب بقدر ما تضاعفت بصدري رغبة الصمود والمواصلة، حياة لازلت أريد أن اعيشها مقاوما لا أفكر بغير النصر فكل ثبات يعادل النصر لذاتي وكل ثانية على وجه الأرض هي ثانية أمل وكل دقيقة على هذا الكوكب هي دقيقة عمل، وكل ساعة بهذا العالم هي ساعة مواصلة، هي حياة مليئة بالمصاعب ما على الإنسان إلا أن يعيش شامخا... قاوم لآخر أنفاسك وعندما تدرك أنها النهاية فمن العار أن تعبث بشموخك وهيبتك وتموت جبانا، كن شامخا، لا تستسلم ولا تترك أي أثر لدماء هيبتك وجراح قوتك على سرير ضعف لا يشبهك.
فخور بنفسي وبما حققت فليس الأمر مجرد تجربة صعبة أو حرب أخرى سنة المرض كانت أصعب بل هي أحاسيس الثواني ومشاعر دقائق تغلبت فيها على الوجع أو الأوجاع ضحكت عوض البكاء صرخت بدأ الإستسلام تقدمت رغم العوائق والعراقيل، فخور بما قدمت بما فعلت وبقدرتي على الصمود حين كانت كل الظروف تأمرني بالسقوط، كنت أقف بكامل وزني واشعر بأوزان أو أطنان أخرى تجذبني للأسفل بينما كانت عيناي لا تنظر إلا للأعلى .... وحدي أعلم حجم الصعوبات التي اعترضت طريقي وقد قال لي أحد أقرب الرفاق بدافع الحب والتحية والتقدير "لو كنت مكانك لما تمكنت من تجاوز كل هذا بسن الثلاثين خاصة وانك لازلت تمتلك شغف الإنتصار" .. حقيقة وصل بي الحال لمرحلة لا تشبهني حيث أني أصبحت لا أقبل أن يتحدث بعضهم أمامي على المقاومة والظروف والشكوى تملأ حروفه ساردا مشاكل بسيطة لا تستحق هذا الثناء يتحدث بعضهم عن انتصارات وهمية ويأمر الناس بالصمود وهو لم يعمل أو يصمد يوما واحدا ولم يواجه ربع مشاكل غيره ولم يتحمل مسؤولية واحدة وكل ما حققه أو اغلبه قدم له على طبق حيث تتفاخر الأنفس بأفعال غيرها .