وحدك من تقرر

 كطفل صغير سقط من حضن والدته شعر أن  المسافة طويلة الى القاع ، قصيرة بمفعول الجاذبية وبنظر أمه قاتلة نظرا لكمية الرهبة والخوف ... هكذا يشعر ذلك الكهل بسن الثلاثين أو هو شيخ بسن العشرين سقط من رحم الحياة  بينما كانت الأحداث تتسارع لم تستقبله ممرضة ولا  طبيب.. لم يبكي، لم يصرخ لبس ثياب المراهقة وبين أضلعه قلب طفل رضيع، هذا ما تخيله بعد ما واجهه.. هل كان سيكمل الطريق لو علم ما ينتظره؟ لا أدري؟ من يجيب؟ حتما ستتغير الإجابة بين الرضيع والشيخ والكهل لكل رأيه ولكن العقل من يستطيع الثبات لتصقل الشخصية؟ أجبني يا أقدس ما أملك؟ أرجوك ... فلطالما قلت أني لا أملك ثقة إلا بعقلي ليس غرورا وإنما لإصراره على التعلم و المواجهة  ولقدرته على خوض معارك فكرية دون إنطواء ولا خوف من ضعف روح أو شخصية أو عقيدة، عندما تعمل على بناء أساس صلب وتزوده بكل ما تقدر ستكون لديك ثقة تامة بذلك الصرح أو البناء .... بماذا كان سيجيب عقلي؟ أظنه لو علم بسير الأحداث سيقرر المغادرة... وهذا هو الإختلاف الكائن بين عيش التجارب والحديث عنها، كبعد السماء عن الأرض هو الفارق بين من يقاوم ومن يشاهد لأن الظاهر من نجاح أو هزيمة يخفي وراءه تفاصيل ثواني ومشاعر دقائق وضغوط ساعات ......شخص خلق ليواجه، كان يواجه الصدمة بالسكوت لك أن تتخيل إنفجار قارورة غاز وسط مكان شديد الضيق والظلمة لا يصله ضوء ولا هواء .. كيف ستكون النتيجة يا ترى؟  هل يقابل الوجع بالتمرد؟  نعم ويفرز التمرد نجاحا تلو الآخر بكل ثقة وسعي وصبر كتبت قبل سنة "سينجو كعادته" هو حسن ظن وثقة ويقين برب العباد الذي أمرنا بالعمل و المواجهة والسعي وليس الإستسلام والرضوخ وقول "هذا ما كتب"  وحدك من تختار بين أن تكون المحارب أو الضحية ..كنت ولازلت أفعل كل ما علي وأصمم على النجاح دون التفكير بالنتيجة لتأتي وفي كل الحالات أنا منتصر ما دمت لم أستسلم يال تفاهة بعض البشر لا يفعلون كل ما بوسعهم ولا يقدمون بل يخطئون ويقول بعضهم "هذا ما أراده الله " أكاد أفقد عقلي هل أرادك الله أن تخطىء؟ هل القتل والزنا مثلا  من إرادة الله أيها الأحمق أم من أفعالك التي ستحاسب عليها، هل ستحاسب على فعلك أم إرادته ... أفكار لا تتعدى التبرير لكل خطأ وهروب من المسؤولية والعيش كضحية........ لأعود وأقول لا أدري بأي قاموس كتب أن الوجع ينجب الغضب أو أي قانون فرض المواجهة والكتمان ضريبة للقهر الداخلي، هل يزرع الألم قوة بالعقول أو يخرج قدرة كامنة خفية؟ كيف يتحول الخلوق الطيب لوحش قادر على تحطيم كل من يذكره بمصيبته أو لا يشعر به؟  لماذا الوحدة في المواجهة؟ لماذا يفرح الشخص لمجرد نجاحه بمسؤولياته تجاه أهله وأحبته أكثر من فرحته لأي إنجاز شخصي مهما كانت عظمته، أجابني شيخ حكيم  عرفته قائلا :"لأنك شخص مسؤول يا بني وليس كما خيل لك أو كما فكرت أنت تحب نفسك بالفعل ويفرح القلب ببهجة من تحب أكثر،.." لا أدري هل كان يجاملني أم يقول الحقيقة... لماذا كنت ولازلت أجد اجوبة لكل من يقصدني إلا لنفسي؟ أريد جوابا ولو واحدا  لهذه الأسئلة... لازلت أقاوم معارك الحياة بكل فخر أسير وحيدا لأحقق أهدافي وأبعث الفخر بعيون أمي وأبي سأظل أعمل وأعمل لأنجح بكل مسؤولياتي فوحدي نعم وحدي أعرف مدى نجاحاتي وإنجازاتي، كشخص يسير تحت رصاص الظروف اختار التقدم خطوة بخطوة فمن خرج من قلب العاصفة لن يعود كما كان خاصة وان عرف أبجديات الرد و أسلحة  المواجهة.. 

عمر دربال 


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال