خضت معارك كثيرة... لطالما كنت أخرج بثوب المنتصر الفخور .. لم يسبق أن شعرت بالخسارة أو بالمرارة كيوم وداع أبي أو صديقي ورفيقي من تقاسمت معه كل أحلامي كنت أشاركه طموحاتي الكثيرة والغريبة وكان يستمع ويقول لي كلمته المعتادة "قول أن شاء الله " ... لأقول بالطبع إن شاء الله يا أبي فكلي حسن ظن برب العباد.... كنت اريد أن اراه سعيداً .. أقسم اني لم انسى رائحته منذ كنت صغيرا حيث كنت أنتظر أن يستلقي ويمد ذراعه لأضع رأسي واشعر بالراحة وانام بعمق هي عادة تواصلت مع أخوتي .... أقسم أني لم أحب شخصا في حياتي كما أحببت أبي .... تعلمت منك العطاء يا رفيق دربي فأنت شخص يعطي دون حساب شخص يقدم كل ما لديه وشتان بين من يملك الكثير ويقدم القليل و بين من يقدم كل شيء كل شيء دون حساب دون تفكير دون ... و رغم صغري لم أنسى يوم بعت دراجتك النارية في سبيل أن تفرحنا بكبش العيد رغم لوم الجميع لك إلا أن الله عوضك بأخرى بعد شهر .. فهمت حينها أن العطاء من القلب يجلب الرزق والفرحة .... اخبرني أحد العمال انك قلت له قبل سنة أيام كنت أنا من يقاوم ذلك المرض اللعين انك قلت له بأنك رأيت من الدنيا الكثير و المهم عمر "ولدي " تلك الكلمة التي كررتها ليلة قبل موتك "ولدي.. ولدي" مشيرا بيدك لأجلس جانبك وقبل وفاتك بساعات تلك الضحكة والقبلة ... أردت أن أفرحك بقدر ما أستطيع حاولت أن أفعل ما أقدر بنفس الوقت كنت تفكر بي و بفرحتي هذا ما كنت تحدث به الناس بغيابي وهذا ما بلغني منهم .... لم تكن علاقتنا علاقة أب وولده كنا أصدقاء بأتم المعنى الكلمة أصدقاء بلحظات الرخاء والفرحة وبدقائق الغضب وثواني السعادة .. الى أن أتى 28 جويلية 2024 ليفرق بين الأب وابنه، لازلت أتمنى أن يكون حلما لا أكثر أو خيال ساعات لتصفعني الحقيقة.... ويستفيق عمر .... لا أدري من أين لي بهذه القوة، حقا لا أدري مع تسارع و تراكم الأحداث كيف لي بهذا الصمود .....
رحمك الله أبي الغالي
عمر دربال