سنة ونصف من الشفاء التام

15 جانفي 2025.. بعد اكثر من سنة من الشفاء التام قمت بجلسة مراقبة لأتأكد من صمود هذا الجسد والحمد لله لتقول الطبيبة أنت بألف خير رغم تعجبها عن غيابي كل هذه المدة وكأنها تريد أن تقول ألا تهتم بنفسك ؟ أجبت"أعرف جسدي وأثق به لكن روحي لا تحتمل اكثر من هذا الصخب "سكانار ونتيجة وتحاليل ... " لم أعد احتمل وحدي اعرف ما مر بي ....أنا بخير هي  ظروف الحياة كما ان أبي قد مرض .." قالت : ان شاء الله لباس" قلت "الله يرحمه ".....  كل اصحابي عائلتي يعلمون كيف واجهت ما مر بي كنت متمردا أعمل كل يوم وأخفيت مرضي عن الجميع الى ان تفاجأ كل الناس بعدها و سردت الحكاية وقلت أنا لا أخاف الموت ولا المرض وانما اخاف الظهور بثوب المنكسر لذلك قاومت ولازلت اقاوم كل حدث لي كان سلاحي حسن الظن برب العباد .... فما كان المرض إلا نقطة من سطر طويل لا نهاية له ... كنت اعلم اني بخير رغم اوجاع الروح القاتلة لم أفرح كالسنة الفارطة وما لذة الإنتصار على مرض هزمته ولكنه انتصر  على أبي أو لأقول فاز ابي بالجنة وخسر السرطان.. كنت أرفض المراقبة منذ مدة كبيرة ليس خوفا ولكن لكثرة المسؤوليات أو هو التمرد فقد كنت أقول بنفسي "أنا لا اقبل إلا أن أكون بخير "...ومن اين ابدأ ؟، عجزت عن التعبير وأنا عاشق القلم فارقته وابتعدت عن الكتابة فلم أجد الحروف المترجمة لكل هذا نعم اعترف بعجزي لأول مرة ..عجزت عن ترجمة اوجاعي أو سرعة الأحداث بهذه السنوات القليلة هي من تكفلت بذلك... سألتني الطبيبة بعد سكانار وجلسة المراقبة، هل عدت لحياتك العادية اجابها الممرض عمر لم ينقطع من الأساس قلت بنفسي نعم لم أنقطع عن الحياة ولكن الحياة لم تعد كما كانت فما بعد أبي ليس كما قبله... لا أدري من أين لي بكل هذه القوة لأحقق نجاحاتي بأعمالي و مسؤولياتي ولأخرج للعالم مرتديا ثوب القوة بكل يوم هو القطع مع كل ما حدث .. كنت ولازلت متفوقا بقلب الصفحات ولكن دون تمزيقها وأعيش بمنطق واحد لكل مقام مقال والماضي لن يعود مهما حدث .... ذهبت بعد النتيجة لقبر أبي قلت له أنا بخير، ولدك صامد كعادته يعمل ويثابر  ويواصل طريقه رغم الوجع ولا وجع لي بالدنيا الا فراقك، لو أن للدموع تعيدك للوجود كنت سأبكي بقدر ما أخفيت دموعي ما حييت، لم تعد الحياة كما كانت بعد أن نزلت القبر  لاستقبال جسدك و تلك النظرة الأخيرة على وجهك ...اعترف  اني تركت روحي هناك لأصعد من القبر بعقل دون احاسيس ومشاعر.... لم ولن اتراجع يا أبي لازلت أسير نحو أهدافي ... ولكنه الحزن الأزلي ... كما قال عمر بن الخطاب مخاطبا الناس عن رثاء الخنساء "دعوها لا تزال حزينة أبدا" رحمك الله أبي العزيز ..... 

عمر دربال 



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال